قبسات من نور النبوة
:: القسم العام :: القسم الاسلامي
صفحة 1 من اصل 1
قبسات من نور النبوة
السَّلامُ عَلَيْكُم و
رحمةُ اللهِ و بركاتُه ؛؛
إنَّ الحمدَ
لله ، نحمده و نستعينه و
نستغفره و نستهديه ، و نعوذُ بالله من شرور أنفسنا ، و مِن سيئات أعمالنا ، مَن
يهده اللهُ فلا مُضِلَّ له ، و مَن يُضلل فلا هادىَ له ..
و بعـد ؛؛
مع مواقفَ عَطِرَةٍ من
حياة حبيبنا ونبينا و قدوتنا محمدٍ صلى الله عليه و سلم ، خاتم الأنبياء و
المرسلين ، و رحمة الله للعالمين ، الذى زَكَّاه رَبُّه فقال : (( وَإِنَّكَ
لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم )) [القلم : 4] .
اعلموا أنَّ حُبَّ
النبىِّ صلى الله عليه و
سلم من الإيمان ، فهو القائل : (( فو الذى نفسى بيده ، لا يُؤمنُ أحدُكُم حتى
أكونَ أحَبَّ إليه من والدهِ و ولدهِ و الناسِ أجمعين )) [رواه البخارى]
.
و طاعةُ
الرسول صلى الله عليه و
سلم من طاعةِ الله، فقد قال رَبُّنا عَزَّ و جَلّ : (( مَن يُطِع الرَّسُولَ
فَقَد أطَاعَ الله )) [النساء : 80] ، و اتِّبَاعُه صلى الله عليه و سلم سببٌ
لِمَحَبَّة الله للعبد ، فقد قال سبحانه : (( قُل إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللهَ
فاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُم اللهُ وَ يَغْفِر لَكُم ذنُوبَكُم )) [آل عمران : 31]
.
و لنبدأ مع خُلُقٍ من
أخلاقه
صلى الله عليه وسلم و هو :
))))) الحَيَـاء
(((((
[][]
فعن أبى سعيدٍ
الخُدْرِىّ - رضى
الله عنه - قال : كان
رسولُ الله صلى الله عليه و سلم أشدَّ حياءً من العَذراء فى خِدْرِها .. [متفقٌ
عليه]
..
[][][][][]
))))) كما اتَّصَفَ صلى الله
عليه وسلم بالصدقِ و الأمانة ، و كان يُلَقَّبُ قبل بِعثَته بالصادِقِ الأمين
..
و اتَّصَفَ أيضاً
بفصاحةِ الكلام و بلاغةِ القول ، و بالجُودِ و الكرمِ و الشجاعة ، و كان أوفى
الناس بالعهود ، و أوصلَهم للرحِم ، و كان يعفو و يصفح ، و كان ضحكُه تَبَسُّماً .
و لنأخذ بعضَ المواقف من
حياته
صلى الله عليه و سلم
لتكونَ نوراً نستضئُ به فى حياتنا .
))))) النصيحـة
(((((
[][]
كان النبىُّ صلى الله
عليه و سلم يُقَدِّم النصيحة بأسلوبٍ سَهْلٍ لَيِّن يجعلُ الناسَ يُقبِلون عليه ،
و لا يَمَلُّونَ من سماع حديثه ، و كان يختارُ الوقتَ المناسب لتقديمها ، و يختارُ
الكلمات المناسبة ، و لا يُعَنِّف ، و مِن ذلك : فِعْلُه صلى الله عليه و سلم مع
الأعرابى الذى بَالَ فى المسجد (وكُلُّنَا يعرفُ القصة) .. وقد قال صلى الله عليه
و سلم : (( الدينُ النصيحة )) [رواه مسلم] ، و عن ابن مسعودٍ - رضى الله عنه -
قال : كان النبى صلى الله عليه
و سلم يَتَخَوَّلُنَا بالموعظة فى الأيام ، مَخَافة السآمة علينا .. [متفقٌ عليه]
. ومعنى " يَتَخَوَّلُنَا " : يَتَعَهَّدُنا .
و يدخل فى باب النصيحة :
الدعوةُ إلى الله ، و الأمرُ بالمعروف ، و النهىُ عن المنكر . فقد قال له رَبُّه
سبحانه و تعالى : (( ادعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بالحِكْمَةِ و المَوْعِظَةِ
الحَسَنَة )) [النحل : 125] ..
و كان ينصحُ نصيحةً
عامةً أحياناً ، حتى لا يفضحَ الناسَ و يُسَبِّب لهم الحَرَج ، حسبما يتطلب الموقف
،، فيقول :
(( ما بالُ أقوامٍ يفعلونَ
كذا و كذا )) ، و من ذلك قولُه صلى الله عليه و سلم : (( ما بالُ أقوامٍ يرفعون
أبصارَهم إلى السماءِ فى صلاتهم )) فاشتد قولُه فى ذلك حتى قال : (( لَيَنْتَهُنَّ
عن ذلك أو لَتُخَطَّفَنَّ أبصارُهم )) [رواه البخارى] .
و انظروا -
أخوتي - لهذين الموقفين
،، لتتبينوا كيفية تقديم النصيحة بأسلوبٍ سهلٍ يجذبُ الشخصَ و يُلَيِّن قلبه :
الموقف الأول : عن ابن
عمر - رضى الله عنهما - قال : أخذ رسولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم بمَنكبى فقال :
(( كُن فى الدنيا كأنك غريب أو عابرُ سبيل )) [رواه البخارى]
.
[]
و الموقف الثانى : عن
مُعاذٍ - رضى الله عنه - أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه و سلم أخذ بيده و قال : ((
يا مُعاذ ، و اللهِ إنِّى لأحبك ، ثم أُوصيك يا مُعاذ لا تَدَعَنَّ فى دُبُرِ
كُلِّ صلاةٍ تقول : اللهم أَعِنِّى على ذِكرك و شُكرك و حُسْن عِبادتِك )) [رواه
أبوداود والنسائى بإسنادٍ صحيح].
[]
فانظروا - أخوتي - و
تَعَلَّموا ،،،، تَعَلَّموا فَنَّ الدعوة و تقديم النصيحة .
ماذا عليك لو أردت أن
تنصح أخاً لكِ فقلت له : " أنا أُحِبُّكِ ، و أريدُ لكِ الخير ، و تَهمنى
مَصلحتُك " ، ثم تُقَدِّم النصيحة ، و اللهِ لن يُكَلِّفَكِ ذلك شيئاً .
))))) التواضـع
(((((
[][]
كان رسولُ الله صلى الله
عليه و سلم مُتواضعاً غيرَ مُتعَالٍ على أصحابه ، و لا مُتَكَبِّرَاً على الناس ،
و قد قال له رَبُّه سبحانه : (( و اخْفِض جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ
المُؤْمِنينَ )) [الشعراء : 215] .
و عن أبى رِفاعة تميم بن
أُسَيْد - رضى الله عنه - قال : انتهيتُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه و سلم و هو
يخطب .. فقلتُ : يا رسولَ الله ، رجلٌ غريب جاء يسألُ عن دينه لا يدرى ما دينُه ؟
فأقبلَ عَلَىَّ رسولُ الله و تركَ خُطْبته حتى انتهى إلىّ ، فأُتِىَ بكُرسىٍّ ،
فقعد عليه ، و جعل يُعلِّمُنى مما عَلَّمَه الله ، ثم أتى خُطبته ، فأتمَّ آخرها .
[رواه مسلم] .
فانظروا لتواضعه صلى
الله عليه و سلم ، و اسمعوا لكلام أنسٍ - رضى الله عنه - و هو يقول : (( إنْ كانت
الأَمَةُ مِن إماء المدينة لتَأخذُ بيد النبىِّ صلى الله عليه و سلم ، فتنطلق به
حيثُ شاءت )) [رواه البخارى] ، و عنه - رضى الله عنه - أنه
مَرَّ على صِبيانٍ فسَلَّم عليهم و قال : كان النبىُّ صلى الله عليه وسلم يفعله ..
[متفقٌ عليه] .
فانظروا لتواضعه صلى
الله عليه و سلم و لاقتداء الصحابةِ رضوانُ الله عليهم به .
))))) المُشَـاوَرَة
((((
[][]
كان النبى صلى الله عليه
و سلم يُشاورُ أصحابَه فى أمورٍ كثيرة ، و يأخذُ برأيهم ، و قد قال له رَبُّه
عَزَّ و جَلّ : (( وَ شَاوِرْهُم فِى الأَمْرِ )) [آل عمران : 159] ، و قال
سبحانه : (( وَ أَمْرُهُم شُورَى بَيْنَهُم )) [الشورى : 38] ، كما كان
يُشاورُ أزواجَه أحياناً ، كما حدث معه صلى الله عليه وسلم فى صُلح الحُدَيْبِيَة
و استشارته لزوجه "أم سَلَمَة" رضى الله عنها ، و أخذه بمشورتها ، و
التى كانت صائبة .
))))) و كان النبى صلى الله
عليه و سلم إذا تَكَلَّمَ بكلمةٍ أعادها ثلاثاً حتى تُفهَمَ عنه ، و إذا أتى على
قومٍ فسَلَّمَ عليهم سَلَّمَ ثلاثاً .. [رواه البخارى] ، و هذا
محمولٌ على ما إذا كان الجَمْعُ كثيراً .
فانظروا - رحمكم الله -
لأخلاقه صلى الله عليه و سلم ، و اقتدوا به ..
[]
إنَّ الواحد مِنَّا إذا
مَر بجماعةِ و سَلَّمَ عليهم و لم يَسمعوها غضب و ندم على أنْه سَلَّمَ عليهم ، و
ادَّعَى عليهم الأقاويل ، و قال ما ليس فيهم ، مع أنَّ السُّنَّةَ أنْ تُسَلِّمَ
ثلاثاً ، و تَعذُر مَن لم يسمعها ، فقد يكونُ صوتُها مُنخفضاً ، أو قد يكونُ هؤلاء
مُنشغلين بالحديث فلم يَسمعوها .
))))) وكان صلى الله عليه و
سلم يعودُ المريض ، و يتَّبِع الجَنَازة .. و كان يقبلُ الهَدِيَّة ، و يُثيبُ
عليها .
))))) و كان النبى صلى الله
عليه و سلم على الرغم من مكانته العظيمة ، و على الرغم من أنه أُنزِلَ عليه القرآن
، كان يُحِبُّ أن يسمعه من غيره ، و يُعْجَب بقراءة أصحابه .. فعن أبى موسى
الأشعرى - رضى الله عنه - أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه و سلم قال له : (( لو
رأيتَنى و أنا أستمعُ إلى قراءتِك البَارِحة )) [رواه مسلم] ، و عن ابن مسعودٍ -
رضى الله عنه - قال : قال لى النبىُّ صلى الله عليه و سلم : (( اقرأ
عَلَىَّ القرآن )) فقلتُ : يا رسولَ الله ، أقرأ عليك ، و عليك أُنزِل ؟ قال
: (( إنِّى أُحِبُّ أن أسمعه من غيرى )) ، فقرأتُ عليه سورةَ النساء حتى جئتُ إلى
هذه الآية : (( فَكَيْفَ إذا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهيدٍ وَ جِئْنَا بِكَ
عَلَى هَؤلاءِ شَهِيدَاً )) قال : (( حَسْبُكَ الآن )) فالتَفَتُّ إليه فإذا عيناه
تذرفان .. [متفقٌ عليه] .
))))) المُعَامَـلَة
(((((
[][]
كان النبىُّ صلى الله
عليه و سلم يُحِبُّ أصحابَه و يُعاملهم مُعامَلةً طيبة ، و قد قال عنهم : (( لا
تَسُبُّوا أصحابى ، فإنَّ أحدَكم لو أنفقَ مِثْلَ أُحِدٍ ذهباً ما أدرك مُدَّ
أحدهم و لا نصيفه )) [متفقٌ عليه] ، و قال : (( الأنصارُ لا يُحِبُّهم إلا مُؤمن ،
و لا يَبغضهم إلا مُنافِق ، فمَن أحَبَّهم أحبَّه الله ، و مَن أبغضهم أبغضه الله
)) [رواه البخارى] .
و عن تعامله مع
المنافقين : فكان يَقبل علانيتهم و يَكِلْ سرائرهم إلى الله ، و يُجاهدهم
بالحًجَّة ، و يُعرِض عنهم ، و يُغلِظ عليهم ، و يُبَلِّغ بالقول البليغ إلى
نفوسهم .
أما عن معاملته صلى الله
عليه و سلم لغير المسلمين من أهل الكتاب - اليهود و النصارى - و الكُفَّار و
المشركين ، فقد ضربَ أروعَ الأمثلةِ فى ذلك ، فلم يَضطهدهم ، و لم يبدأ حربهم دون
أنْ يَعرض عليهم الإسلام ، و لم يطردهم من بلاده ، بل إنه قال : (( مَن قتل
مُعَاهَداً لم يَرَحْ رائحةَ الجنة ، و إنَّ ريحَها توجدُ من مسيرة أربعين عاماً
)) [رواه البخارى] .
لم يقل : هؤلاء ليسوا
على دينى ، و أنا لا أحبهم ، و لا أرغبُ فى رؤيتهم ، و سأطردهم من بلادى
...
لاااااا .. لم يقل شيئاً
من ذلك .
))))) كان صلى الله عليه و سلم
يصومُ يومى الاثنين و الخميس ، و يصومُ مِن كل شهرٍ ثلاثةَ أيام ، و غير ذلك من
أنواع الصيام المستحبة ، و كان يعتكفُ العشرَ الأواخرَ من رمضان .
))))) كان النبى صلى الله عليه
و سلم يَحُثُّ أصحابَه على الجهاد ، و على فِعْل الخير ، و على كُلِّ شئٍ فيه
مَصلحتهم ، و لا ينظر لمصلحته الخاصة من وراء أفعاله .. و كان يَحُثُّ أصحابَه على
طلب العلم ، فهو الذى قال له رَبُّه : (( وَ قُل رَبِّ زِدْنِى عِلْمَاً )) [طه :
114] ، فلم يَحُثُّه على الازدياد من شئٍ إلا العلم .. و انظروا لقوله صلى الله
عليه و سلم : (( بَلِّغُوا عَنِّى و لو آية .... )) [رواه البخارى]
.
))))) القِيَـادة
(((((
[][]
نجح النبىُّ صلى الله
عليه و سلم كقائد ، و يتبين ذلك من غزواته المختلفة ، و مِن تعامله مع جنوده ، و
فى حُسْن قيادته لجيشه .
))))) و كان صلى الله عليه و
سلم يضحك و يمزح مع أزواجه ، و مع أصحابه ، لكنْ لا يُبَالِغ فى ذلك .
))))) أما عن حياته صلى الله
عليه و سلم داخل بيته ، فقد كان مِثَالاً يَقتدى به الأزواج .. و كان يَخدمُ أهلَه
، و يُرَقِّعُ ثوبه ، و يَخصفُ نعله .. و على الرغم من أنه كان فى ضِيقٍ من العيش
داخل بيته ، و تَمُرُّ به ثلاثةُ أَهِلَّة فى شهرين و لا يُوقَد فى بيته نار ، فلم
يتَضَجَّر و لم يَشتَكِ .. و كانت أحَبَّ أزواجه إليه عائشة رضى الله عنها .. كما
كان صلى الله عليه و سلم وَفِيَّاً لزوجته خديجة رضى الله عنها حتى بعد وفاتها ، فلا
يَذكُرها إلا بخير .. و كان يُمَازِحُ أهله .
فانظروا - أيها الأزواج
- و تَعَلَّمُوا الصبر ، و تَعَلَّمُوا معاملةَ الزوجات .
و انظرن - أيتها الزوجات
- لصبر الزوجات على فقر أزواجهن ، و لحُسْن العِشْرَة و التعامل .
و قد قال صلى الله عليه
و سلم : (( استوصوا بالنساء خيراً )) [متفقٌ عليه] .
))))) و فى حَجَّة الوَدَاع ،
و فى اليوم الثامن من ذى الحِجَّة - و هو يوم التروية - ألقى النبىُّ صلى الله
عليه و سلم خُطْبَةً جَامِعَةً حَرَّم فيها الرِّبَا ، و وَصَّى فيها بالنساء ، و
دعا المسلمين للتمسكِ بكتابِ الله و بسُنَّتِهِ صلى الله عليه و سلم ، و
بالمحافظةِ على الصلاة ، و أداءِ الزكاة ، و غيرها من أمور الدين .. ثم خَطبَ يومَ
النحر ، و مما قال فى خُطْبَتِه : (( إنَّ دماءَكم و أموالَكم و أعراضَكم عليكم
حَرامٌ كحُرْمَةِ يومكم هذا ، فى بلدكم هذا ، فى شهركم هذا )) .
و بعد كُلِّ ما ذكرت -
أخوتى - يأتى السؤال :
ماذا استفدنا من ذلك ؟؟؟
و ما هو دورُنا فى
الدفاع عن نبينا صلى الله عليه و سلم ؟؟؟
أقولُ - أخوتى - أننا
استفدنا من سِيرةِ نبينا ، و تَعَلَّمنا منها الكثير مما ينفعنا فى أمور ديننا و
دنيانا ، و مما يكونُ وسيلةً و طريقاً يُقَرِّبُنا من الجنة .
أما عن دورنا فى الدفاع
عن نبينا صلى الله عليه و سلم ، فإنَّ ذلك يكونُ بوسائلَ عِدَّة ، منها :
أولاً
: بقراءة سيرته صلى الله
عليه و سلم ، و بتعليمها لأبنائنا .
’’,,
ثانياً
: بتطبيق سُنَّته صلى الله
عليه و سلم و الاقتداء به ، فهو القائل : (( عليكم بسُنَّتى و سُنَّة
الخُلفاء الراشدين المهديين ، عَضُّوا عليه بالنواجذ )) [رواه أبوداود و الترمذى ،
و قال :حديثٌ حَسَنٌ صحيح] ، و "النواجذ" : الأنياب
، و قيل : الأضراس .
و قال صلى الله عليه و سلم
: (( تركتُ فيكم ما لن تضلوا بعده إنْ اعتصمتم به : كتابَ الله )) [رواه مسلم]
.
و قال الله تعالى : ((
وَ مَا ءَا تَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَاكُم عَنهُ فَانتَهُوا ))
[الحشر : 7] .
’’,,
ثالثاً
: الصلاة عليه صلى الله
عليه و سلم ، فقد قال الله تعالى : (( إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ
عَلَى النَّبِىِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا
تَسْلِيمَاً )) [الأحزاب : 56] ، وقال
صلى الله عليه و سلم : (( مَن صَلَّى عَلَىَّ صَلاةً ، صَلَّى اللهُ عليهِ بها
عَشْرَاً )) [رواه مسلم] .
’’,,
رابعاً
: الدِّفَاع عنه صلى الله
عليه و سلم بالكلمةِ المَقروءة أو المَكتوبة ، سواءً فى الصُّحُف أو الشبكة
العالمية (الانترنت) فى المنتديات و غيرها .
لقد كان النبىُّ صلى
الله عليه و سلم مِثالاً يُحْتَذَى فى كُلِّ شئ .
و مهما تَحَدَّثَت
الألسن ، و مهما كتبت الأقلام ، فلن تستطيع أنْ تُوَفِّيَه حَقَّهُ صلى الله عليه
و سلم .
اللهم صَلِّ على محمد و
على آلِ محمد ، كما صَلَّيْتَ على إبراهيم و على آلِ إبراهيم ، إنك حميدٌ مَجيد ..
اللهم بارِك على محمد و على آلِ محمد ، كما باركتَ على إبراهيم و على آلِ إبراهيم
، إنك حميدٌ مجيد .
أخوتى :
كان هذا غَيْضَاً مِن
فَيْض ، و نُقطةً فى بحر .
و أستغفرُ اللهَ العظيمَ
و أتوبُ اليه ..
منقول
رحمةُ اللهِ و بركاتُه ؛؛
إنَّ الحمدَ
لله ، نحمده و نستعينه و
نستغفره و نستهديه ، و نعوذُ بالله من شرور أنفسنا ، و مِن سيئات أعمالنا ، مَن
يهده اللهُ فلا مُضِلَّ له ، و مَن يُضلل فلا هادىَ له ..
و بعـد ؛؛
مع مواقفَ عَطِرَةٍ من
حياة حبيبنا ونبينا و قدوتنا محمدٍ صلى الله عليه و سلم ، خاتم الأنبياء و
المرسلين ، و رحمة الله للعالمين ، الذى زَكَّاه رَبُّه فقال : (( وَإِنَّكَ
لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم )) [القلم : 4] .
اعلموا أنَّ حُبَّ
النبىِّ صلى الله عليه و
سلم من الإيمان ، فهو القائل : (( فو الذى نفسى بيده ، لا يُؤمنُ أحدُكُم حتى
أكونَ أحَبَّ إليه من والدهِ و ولدهِ و الناسِ أجمعين )) [رواه البخارى]
.
و طاعةُ
الرسول صلى الله عليه و
سلم من طاعةِ الله، فقد قال رَبُّنا عَزَّ و جَلّ : (( مَن يُطِع الرَّسُولَ
فَقَد أطَاعَ الله )) [النساء : 80] ، و اتِّبَاعُه صلى الله عليه و سلم سببٌ
لِمَحَبَّة الله للعبد ، فقد قال سبحانه : (( قُل إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللهَ
فاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُم اللهُ وَ يَغْفِر لَكُم ذنُوبَكُم )) [آل عمران : 31]
.
و لنبدأ مع خُلُقٍ من
أخلاقه
صلى الله عليه وسلم و هو :
))))) الحَيَـاء
(((((
[][]
فعن أبى سعيدٍ
الخُدْرِىّ - رضى
الله عنه - قال : كان
رسولُ الله صلى الله عليه و سلم أشدَّ حياءً من العَذراء فى خِدْرِها .. [متفقٌ
عليه]
..
[][][][][]
))))) كما اتَّصَفَ صلى الله
عليه وسلم بالصدقِ و الأمانة ، و كان يُلَقَّبُ قبل بِعثَته بالصادِقِ الأمين
..
و اتَّصَفَ أيضاً
بفصاحةِ الكلام و بلاغةِ القول ، و بالجُودِ و الكرمِ و الشجاعة ، و كان أوفى
الناس بالعهود ، و أوصلَهم للرحِم ، و كان يعفو و يصفح ، و كان ضحكُه تَبَسُّماً .
و لنأخذ بعضَ المواقف من
حياته
صلى الله عليه و سلم
لتكونَ نوراً نستضئُ به فى حياتنا .
))))) النصيحـة
(((((
[][]
كان النبىُّ صلى الله
عليه و سلم يُقَدِّم النصيحة بأسلوبٍ سَهْلٍ لَيِّن يجعلُ الناسَ يُقبِلون عليه ،
و لا يَمَلُّونَ من سماع حديثه ، و كان يختارُ الوقتَ المناسب لتقديمها ، و يختارُ
الكلمات المناسبة ، و لا يُعَنِّف ، و مِن ذلك : فِعْلُه صلى الله عليه و سلم مع
الأعرابى الذى بَالَ فى المسجد (وكُلُّنَا يعرفُ القصة) .. وقد قال صلى الله عليه
و سلم : (( الدينُ النصيحة )) [رواه مسلم] ، و عن ابن مسعودٍ - رضى الله عنه -
قال : كان النبى صلى الله عليه
و سلم يَتَخَوَّلُنَا بالموعظة فى الأيام ، مَخَافة السآمة علينا .. [متفقٌ عليه]
. ومعنى " يَتَخَوَّلُنَا " : يَتَعَهَّدُنا .
و يدخل فى باب النصيحة :
الدعوةُ إلى الله ، و الأمرُ بالمعروف ، و النهىُ عن المنكر . فقد قال له رَبُّه
سبحانه و تعالى : (( ادعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بالحِكْمَةِ و المَوْعِظَةِ
الحَسَنَة )) [النحل : 125] ..
و كان ينصحُ نصيحةً
عامةً أحياناً ، حتى لا يفضحَ الناسَ و يُسَبِّب لهم الحَرَج ، حسبما يتطلب الموقف
،، فيقول :
(( ما بالُ أقوامٍ يفعلونَ
كذا و كذا )) ، و من ذلك قولُه صلى الله عليه و سلم : (( ما بالُ أقوامٍ يرفعون
أبصارَهم إلى السماءِ فى صلاتهم )) فاشتد قولُه فى ذلك حتى قال : (( لَيَنْتَهُنَّ
عن ذلك أو لَتُخَطَّفَنَّ أبصارُهم )) [رواه البخارى] .
و انظروا -
أخوتي - لهذين الموقفين
،، لتتبينوا كيفية تقديم النصيحة بأسلوبٍ سهلٍ يجذبُ الشخصَ و يُلَيِّن قلبه :
الموقف الأول : عن ابن
عمر - رضى الله عنهما - قال : أخذ رسولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم بمَنكبى فقال :
(( كُن فى الدنيا كأنك غريب أو عابرُ سبيل )) [رواه البخارى]
.
[]
و الموقف الثانى : عن
مُعاذٍ - رضى الله عنه - أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه و سلم أخذ بيده و قال : ((
يا مُعاذ ، و اللهِ إنِّى لأحبك ، ثم أُوصيك يا مُعاذ لا تَدَعَنَّ فى دُبُرِ
كُلِّ صلاةٍ تقول : اللهم أَعِنِّى على ذِكرك و شُكرك و حُسْن عِبادتِك )) [رواه
أبوداود والنسائى بإسنادٍ صحيح].
[]
فانظروا - أخوتي - و
تَعَلَّموا ،،،، تَعَلَّموا فَنَّ الدعوة و تقديم النصيحة .
ماذا عليك لو أردت أن
تنصح أخاً لكِ فقلت له : " أنا أُحِبُّكِ ، و أريدُ لكِ الخير ، و تَهمنى
مَصلحتُك " ، ثم تُقَدِّم النصيحة ، و اللهِ لن يُكَلِّفَكِ ذلك شيئاً .
))))) التواضـع
(((((
[][]
كان رسولُ الله صلى الله
عليه و سلم مُتواضعاً غيرَ مُتعَالٍ على أصحابه ، و لا مُتَكَبِّرَاً على الناس ،
و قد قال له رَبُّه سبحانه : (( و اخْفِض جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ
المُؤْمِنينَ )) [الشعراء : 215] .
و عن أبى رِفاعة تميم بن
أُسَيْد - رضى الله عنه - قال : انتهيتُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه و سلم و هو
يخطب .. فقلتُ : يا رسولَ الله ، رجلٌ غريب جاء يسألُ عن دينه لا يدرى ما دينُه ؟
فأقبلَ عَلَىَّ رسولُ الله و تركَ خُطْبته حتى انتهى إلىّ ، فأُتِىَ بكُرسىٍّ ،
فقعد عليه ، و جعل يُعلِّمُنى مما عَلَّمَه الله ، ثم أتى خُطبته ، فأتمَّ آخرها .
[رواه مسلم] .
فانظروا لتواضعه صلى
الله عليه و سلم ، و اسمعوا لكلام أنسٍ - رضى الله عنه - و هو يقول : (( إنْ كانت
الأَمَةُ مِن إماء المدينة لتَأخذُ بيد النبىِّ صلى الله عليه و سلم ، فتنطلق به
حيثُ شاءت )) [رواه البخارى] ، و عنه - رضى الله عنه - أنه
مَرَّ على صِبيانٍ فسَلَّم عليهم و قال : كان النبىُّ صلى الله عليه وسلم يفعله ..
[متفقٌ عليه] .
فانظروا لتواضعه صلى
الله عليه و سلم و لاقتداء الصحابةِ رضوانُ الله عليهم به .
))))) المُشَـاوَرَة
((((
[][]
كان النبى صلى الله عليه
و سلم يُشاورُ أصحابَه فى أمورٍ كثيرة ، و يأخذُ برأيهم ، و قد قال له رَبُّه
عَزَّ و جَلّ : (( وَ شَاوِرْهُم فِى الأَمْرِ )) [آل عمران : 159] ، و قال
سبحانه : (( وَ أَمْرُهُم شُورَى بَيْنَهُم )) [الشورى : 38] ، كما كان
يُشاورُ أزواجَه أحياناً ، كما حدث معه صلى الله عليه وسلم فى صُلح الحُدَيْبِيَة
و استشارته لزوجه "أم سَلَمَة" رضى الله عنها ، و أخذه بمشورتها ، و
التى كانت صائبة .
))))) و كان النبى صلى الله
عليه و سلم إذا تَكَلَّمَ بكلمةٍ أعادها ثلاثاً حتى تُفهَمَ عنه ، و إذا أتى على
قومٍ فسَلَّمَ عليهم سَلَّمَ ثلاثاً .. [رواه البخارى] ، و هذا
محمولٌ على ما إذا كان الجَمْعُ كثيراً .
فانظروا - رحمكم الله -
لأخلاقه صلى الله عليه و سلم ، و اقتدوا به ..
[]
إنَّ الواحد مِنَّا إذا
مَر بجماعةِ و سَلَّمَ عليهم و لم يَسمعوها غضب و ندم على أنْه سَلَّمَ عليهم ، و
ادَّعَى عليهم الأقاويل ، و قال ما ليس فيهم ، مع أنَّ السُّنَّةَ أنْ تُسَلِّمَ
ثلاثاً ، و تَعذُر مَن لم يسمعها ، فقد يكونُ صوتُها مُنخفضاً ، أو قد يكونُ هؤلاء
مُنشغلين بالحديث فلم يَسمعوها .
))))) وكان صلى الله عليه و
سلم يعودُ المريض ، و يتَّبِع الجَنَازة .. و كان يقبلُ الهَدِيَّة ، و يُثيبُ
عليها .
))))) و كان النبى صلى الله
عليه و سلم على الرغم من مكانته العظيمة ، و على الرغم من أنه أُنزِلَ عليه القرآن
، كان يُحِبُّ أن يسمعه من غيره ، و يُعْجَب بقراءة أصحابه .. فعن أبى موسى
الأشعرى - رضى الله عنه - أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه و سلم قال له : (( لو
رأيتَنى و أنا أستمعُ إلى قراءتِك البَارِحة )) [رواه مسلم] ، و عن ابن مسعودٍ -
رضى الله عنه - قال : قال لى النبىُّ صلى الله عليه و سلم : (( اقرأ
عَلَىَّ القرآن )) فقلتُ : يا رسولَ الله ، أقرأ عليك ، و عليك أُنزِل ؟ قال
: (( إنِّى أُحِبُّ أن أسمعه من غيرى )) ، فقرأتُ عليه سورةَ النساء حتى جئتُ إلى
هذه الآية : (( فَكَيْفَ إذا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهيدٍ وَ جِئْنَا بِكَ
عَلَى هَؤلاءِ شَهِيدَاً )) قال : (( حَسْبُكَ الآن )) فالتَفَتُّ إليه فإذا عيناه
تذرفان .. [متفقٌ عليه] .
))))) المُعَامَـلَة
(((((
[][]
كان النبىُّ صلى الله
عليه و سلم يُحِبُّ أصحابَه و يُعاملهم مُعامَلةً طيبة ، و قد قال عنهم : (( لا
تَسُبُّوا أصحابى ، فإنَّ أحدَكم لو أنفقَ مِثْلَ أُحِدٍ ذهباً ما أدرك مُدَّ
أحدهم و لا نصيفه )) [متفقٌ عليه] ، و قال : (( الأنصارُ لا يُحِبُّهم إلا مُؤمن ،
و لا يَبغضهم إلا مُنافِق ، فمَن أحَبَّهم أحبَّه الله ، و مَن أبغضهم أبغضه الله
)) [رواه البخارى] .
و عن تعامله مع
المنافقين : فكان يَقبل علانيتهم و يَكِلْ سرائرهم إلى الله ، و يُجاهدهم
بالحًجَّة ، و يُعرِض عنهم ، و يُغلِظ عليهم ، و يُبَلِّغ بالقول البليغ إلى
نفوسهم .
أما عن معاملته صلى الله
عليه و سلم لغير المسلمين من أهل الكتاب - اليهود و النصارى - و الكُفَّار و
المشركين ، فقد ضربَ أروعَ الأمثلةِ فى ذلك ، فلم يَضطهدهم ، و لم يبدأ حربهم دون
أنْ يَعرض عليهم الإسلام ، و لم يطردهم من بلاده ، بل إنه قال : (( مَن قتل
مُعَاهَداً لم يَرَحْ رائحةَ الجنة ، و إنَّ ريحَها توجدُ من مسيرة أربعين عاماً
)) [رواه البخارى] .
لم يقل : هؤلاء ليسوا
على دينى ، و أنا لا أحبهم ، و لا أرغبُ فى رؤيتهم ، و سأطردهم من بلادى
...
لاااااا .. لم يقل شيئاً
من ذلك .
))))) كان صلى الله عليه و سلم
يصومُ يومى الاثنين و الخميس ، و يصومُ مِن كل شهرٍ ثلاثةَ أيام ، و غير ذلك من
أنواع الصيام المستحبة ، و كان يعتكفُ العشرَ الأواخرَ من رمضان .
))))) كان النبى صلى الله عليه
و سلم يَحُثُّ أصحابَه على الجهاد ، و على فِعْل الخير ، و على كُلِّ شئٍ فيه
مَصلحتهم ، و لا ينظر لمصلحته الخاصة من وراء أفعاله .. و كان يَحُثُّ أصحابَه على
طلب العلم ، فهو الذى قال له رَبُّه : (( وَ قُل رَبِّ زِدْنِى عِلْمَاً )) [طه :
114] ، فلم يَحُثُّه على الازدياد من شئٍ إلا العلم .. و انظروا لقوله صلى الله
عليه و سلم : (( بَلِّغُوا عَنِّى و لو آية .... )) [رواه البخارى]
.
))))) القِيَـادة
(((((
[][]
نجح النبىُّ صلى الله
عليه و سلم كقائد ، و يتبين ذلك من غزواته المختلفة ، و مِن تعامله مع جنوده ، و
فى حُسْن قيادته لجيشه .
))))) و كان صلى الله عليه و
سلم يضحك و يمزح مع أزواجه ، و مع أصحابه ، لكنْ لا يُبَالِغ فى ذلك .
))))) أما عن حياته صلى الله
عليه و سلم داخل بيته ، فقد كان مِثَالاً يَقتدى به الأزواج .. و كان يَخدمُ أهلَه
، و يُرَقِّعُ ثوبه ، و يَخصفُ نعله .. و على الرغم من أنه كان فى ضِيقٍ من العيش
داخل بيته ، و تَمُرُّ به ثلاثةُ أَهِلَّة فى شهرين و لا يُوقَد فى بيته نار ، فلم
يتَضَجَّر و لم يَشتَكِ .. و كانت أحَبَّ أزواجه إليه عائشة رضى الله عنها .. كما
كان صلى الله عليه و سلم وَفِيَّاً لزوجته خديجة رضى الله عنها حتى بعد وفاتها ، فلا
يَذكُرها إلا بخير .. و كان يُمَازِحُ أهله .
فانظروا - أيها الأزواج
- و تَعَلَّمُوا الصبر ، و تَعَلَّمُوا معاملةَ الزوجات .
و انظرن - أيتها الزوجات
- لصبر الزوجات على فقر أزواجهن ، و لحُسْن العِشْرَة و التعامل .
و قد قال صلى الله عليه
و سلم : (( استوصوا بالنساء خيراً )) [متفقٌ عليه] .
))))) و فى حَجَّة الوَدَاع ،
و فى اليوم الثامن من ذى الحِجَّة - و هو يوم التروية - ألقى النبىُّ صلى الله
عليه و سلم خُطْبَةً جَامِعَةً حَرَّم فيها الرِّبَا ، و وَصَّى فيها بالنساء ، و
دعا المسلمين للتمسكِ بكتابِ الله و بسُنَّتِهِ صلى الله عليه و سلم ، و
بالمحافظةِ على الصلاة ، و أداءِ الزكاة ، و غيرها من أمور الدين .. ثم خَطبَ يومَ
النحر ، و مما قال فى خُطْبَتِه : (( إنَّ دماءَكم و أموالَكم و أعراضَكم عليكم
حَرامٌ كحُرْمَةِ يومكم هذا ، فى بلدكم هذا ، فى شهركم هذا )) .
و بعد كُلِّ ما ذكرت -
أخوتى - يأتى السؤال :
ماذا استفدنا من ذلك ؟؟؟
و ما هو دورُنا فى
الدفاع عن نبينا صلى الله عليه و سلم ؟؟؟
أقولُ - أخوتى - أننا
استفدنا من سِيرةِ نبينا ، و تَعَلَّمنا منها الكثير مما ينفعنا فى أمور ديننا و
دنيانا ، و مما يكونُ وسيلةً و طريقاً يُقَرِّبُنا من الجنة .
أما عن دورنا فى الدفاع
عن نبينا صلى الله عليه و سلم ، فإنَّ ذلك يكونُ بوسائلَ عِدَّة ، منها :
أولاً
: بقراءة سيرته صلى الله
عليه و سلم ، و بتعليمها لأبنائنا .
’’,,
ثانياً
: بتطبيق سُنَّته صلى الله
عليه و سلم و الاقتداء به ، فهو القائل : (( عليكم بسُنَّتى و سُنَّة
الخُلفاء الراشدين المهديين ، عَضُّوا عليه بالنواجذ )) [رواه أبوداود و الترمذى ،
و قال :حديثٌ حَسَنٌ صحيح] ، و "النواجذ" : الأنياب
، و قيل : الأضراس .
و قال صلى الله عليه و سلم
: (( تركتُ فيكم ما لن تضلوا بعده إنْ اعتصمتم به : كتابَ الله )) [رواه مسلم]
.
و قال الله تعالى : ((
وَ مَا ءَا تَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَاكُم عَنهُ فَانتَهُوا ))
[الحشر : 7] .
’’,,
ثالثاً
: الصلاة عليه صلى الله
عليه و سلم ، فقد قال الله تعالى : (( إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ
عَلَى النَّبِىِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا
تَسْلِيمَاً )) [الأحزاب : 56] ، وقال
صلى الله عليه و سلم : (( مَن صَلَّى عَلَىَّ صَلاةً ، صَلَّى اللهُ عليهِ بها
عَشْرَاً )) [رواه مسلم] .
’’,,
رابعاً
: الدِّفَاع عنه صلى الله
عليه و سلم بالكلمةِ المَقروءة أو المَكتوبة ، سواءً فى الصُّحُف أو الشبكة
العالمية (الانترنت) فى المنتديات و غيرها .
لقد كان النبىُّ صلى
الله عليه و سلم مِثالاً يُحْتَذَى فى كُلِّ شئ .
و مهما تَحَدَّثَت
الألسن ، و مهما كتبت الأقلام ، فلن تستطيع أنْ تُوَفِّيَه حَقَّهُ صلى الله عليه
و سلم .
اللهم صَلِّ على محمد و
على آلِ محمد ، كما صَلَّيْتَ على إبراهيم و على آلِ إبراهيم ، إنك حميدٌ مَجيد ..
اللهم بارِك على محمد و على آلِ محمد ، كما باركتَ على إبراهيم و على آلِ إبراهيم
، إنك حميدٌ مجيد .
أخوتى :
كان هذا غَيْضَاً مِن
فَيْض ، و نُقطةً فى بحر .
و أستغفرُ اللهَ العظيمَ
و أتوبُ اليه ..
منقول
doan- نائب المدير
- عدد المساهمات : 167
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
العمر : 27
:: القسم العام :: القسم الاسلامي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى